فصل: حرف الهمزة مع الهاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **


792 - إن من القَرَفِ التَلَفَ‏.‏

قال النجم رواه أبو داود عن قُرة بن مَعين قال قلت يا رسول الله أرض عندنا يقال لها أرض أبين ‏(‏أبين بوزن أحمر‏:‏ قرية ساحلية قرب عدن‏.‏‏)‏ هي أرض رفقتنا وميرتنا، وإنها وبيئة - أو قال وباءها شديد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعها، فإن من القرف التلف انتهى،

وقال ابن كمال ‏(‏ في الأصل ‏(‏الكمال‏)‏ ‏)‏ باشا في أربعينيه نقلا عن صاحب الغريبين وفي الحديث أنه عليه السلام سُئل عن أرض وبيئة، فقال دعها فإن من القرف التلف، قال القرف مداناة المرض، وكل شيء قاربته فقد قارفته،

وفي الصحاح للجوهري وفي الحديث إن قوما شكوا إليه وباء أرضهم، فقال تحولوا، فإن من القرف التلف انتهى‏.‏

793 - إن المؤمن لا يَنْجَسُ‏.‏

رواه أصحاب الكتب الستة عن أبي هريرة، لكن لفظ البخاري في كتاب الغسل بزيادة سبحان الله في أوله مع بيان سبب الحديث،

ورواه أيضا أحمد ومسلم وغيره عن حذيفة والنسائي عن ابن مسعود والطبراني عن أبي موسى‏.‏

794 - إن المُنْبَتَّ لا ظهرا أبقى، ولا أرضا قطع‏.‏

رواه البزار عن جابر بلفظ‏:‏ إن هذا الدين متين، فأوْغِل فيه برِفق، فإن المُنْبَتَ لا ظهرا - الحديث‏.‏

795 - إن الميت يُعَذَبُ ببكاء أهله عليه‏.‏

رواه الشيخان عن ابن عمر بلفظ‏:‏ إن حفصة بكت على عمر، فقال مهلا <صفحة 300 > يا بنيتي ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره، وفي رواية لما طعن عمر أغمى عليه، فصيح عليه، فلما أفاق قال أما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي، ولهما عن أنس أن عمر بن الخطاب لما طعن عوّلَتْ عليه حفصة فقال يا حفصة أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المعول عليه يعذب،

وزاد ابن حبان قالت بلى، قال وعول عليه صهيب، فقال عمر يا صهيب أما علمت أن المعول عليه يُعذّبَ، ولهما عن عمر الميت يعذب في قبره ما نيح عليه، وعنه من يُبْكَ عليه يعذب، قال موسى بن طلحة كانت عائشة تقول إنما كان أولئك اليهود،

ورواه الشيخان وأحمد والترمذي عن المغيرة بلفظ من نيح عليه يعذب بما نيح عليه،

ولفظ مسلم فإنه يعذب بما نيح عليه، وتأولوا ذلك بوجوه‏:‏ منها أن ذلك محمول على ما إذا أوصى به الميت من البكاء والنياحة، وعليه الأكثرون ومنها أن المراد بالبكاء النياحة أيضا، لكن المراد بالعذاب ما ينال من الأذى بمعصية أهله، وهذا القول اختيار ابن جرير الطبري في تهذيبه‏.‏

قال الحافظ ابن حجر واختار هذا جماعة من الأئمة من آخرهم ابن تيمية،

ومنها أنه ورد في قوم كفار من اليهود، وعند الشيخين عن ابن أبي مُليْكة قال تُوُفيتْ بنت لعثمان بن عفان، فجئنا نشهدها وحضرها ابن عمر وابن عباس، فقال ابن عمر لعمرو بن عثمان ألا تنهى عن البكاء‏؟‏ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه، فقال ابن عباس قد كان عمر يقول بعض ذلك، فذكر ذلك لعائشة، فقالت رحم الله عمر، والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يعذب ببكاء أحد، ولكن قال إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه، قال وقالت عائشة حسبك القرآن ‏{‏لا تزر وازرة وزر أخرى‏}‏ ، قال ابن أبي مليكة فوالله ما قال ابن عمر شيئا، قال حدثني القاسم بن محمد قال لما بلغ عائشةَ قولُ عمر وابنه قالت إنكم لتحدثون عن غير كاذِبْينِ ولا مُكْذَبْينِ، ولكن السمع يخطئ،

وللشيخين أيضا عن عمرة أنها سمعت عائشة وذكر لها أن ابن عمر يقول ان الميت ليعذب ببكاء الحي، قالت عائشة يغفر الله لأبي عبد الرحمن<صفحة 301> أما إنه لم يكذب، ولكنه نسي أو أخطأ، إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يُبكى عليها، فقال انهم يبكون عليها وإنها لَتُعَذب في قبرها‏.‏

796 - إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم‏.‏

رواه مسلم عن ابن سيرين من قوله، قال النجم رواه أبو نعيم بلفظ عمن يأخذونه‏.‏

797 - إن الود يُورَث، والعدَاوةُ تُورثُ‏.‏

رواه الطبراني عن عُفْير كذا في الجامع الصغير، وفي الكبير أيضا‏.‏

798 - إن الورد خُلق من عرَق النبي صلى الله عليه وسلم أو من عرق البراق‏.‏

قال النووي لا يصح،

وقال الحافظ ابن حجر موضوع، وسبقه ابن عساكر،

وهو في مسند الفردوس للديلمي عن أنس رفعه بلفظ الورد الأبيض خلق من عرقي ليلة المعراج والورد الأحمر خلق من عرق جبريل، والورد الأصفر خلق من عرق البراق، وسنده فيه الزنجاني اتهمه الدارقطني بالوضع، ورواه أبو الفرج النهرواني في كتابه الجليس الصالح عن أنس رفعه بلفظ لما عرج بي إلى السماء بكت الأرض من بعدي تَحِّنُ، فنبت اللـَّصَف ‏(‏فارسي معرب‏:‏ نبات له شوك انتهى شرح القاموس‏)‏ من بكائها، فلما رجعت قطر من عرقي على الأرض فنبت وردا أحمر، ألا من أراد أن يَشمَ رائحتي فليشم الورد الأحمر ثم قال أبو الفرج المذكور اللصف الكبر انتهى،

وأقول اللصف بفتح اللام والصاد المهملة وبالفاء مبتدأ‏.‏ خبره الكبر بفتح الكاف الموحدة وبالراء، قال في الصحاح في باب الراء الكبر اللصف، <صفحة 302> وقال في باب الفاء اللصف بالتحريك شيء ينبت في أصول الكبر كأنه خيارة، وهو أيضا جنس من التمر انتهى فليتأمل،

وقال أبو الفرج أيضا وروينا معناه من طرق، لكن حضرنا هذا فذكرناه،

ورواه أبو الحسين بن فارس اللغوي في الراح والريحان له عن مكي، وهو متهم بالوضع كما تقدم، ورواه ابن فارس أيضا عن عائشة مرفوعا من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الأحمر، وقال الحافظ السيوطي في حسن المحاضرة،

وروى فيه أحاديث كلها موضوعة‏:‏ منها حديث علي مرفوعا لما أسرى بي إلى السماء سقط إلى الأرض من عرقي، فنبت منه الورد، فمن أحب أن يشم رائحتي فليشم الورد، رواه ابن عدي في كامله،

ومنها حديث أنس مرفوعا وذكر الحديث المُعزّى لمسند الفردوس، ثم قال والحديثان أوردهما ابن الجوزي في الموضوعات، ونص على وضع حديث أنس أيضا الحافظ الكبير القاسم بن عساكر، وقال النجم والحديث بجميع طرقه لا يصح انتهى،

ومن ذلك‏:‏ خلق الله الورد من بهائه، وجعل رائحته رائحة أنبيائه، فمن أراد أن ينظر إلى بهاء الله تعالى ويشم رائحة أنبيائه فلينظر إلى الورد، فاعرفه

799 - إن حُدِّثْتَ أن جبلا زال عن مكانه فَصَدْقِ، وإن حدثت أن رجلا زال عن خليقته فلا تُصَدِّقْ‏.‏

رواه ابن وهب في القدر عن الزهري مرسلا رفعه، وأخرجه أحمد من حديث الزهري عن أبي الدرداء قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ما يكون، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا، وإذا سمعتم برجل زال عن خُلُقه فلا تصدقوا، فإنه يصير إلى ما جُبِلَ عليه،

قال في المقاصد وهو منقطع، إذ الزهري لم يدرك أبا الدرداء، لكن له شواهد‏:‏ منها ما في الأمثال للعسكري عن أبى هريرة مرفوعا‏:‏ إن تَغَيُّرَ الخُلُق كتغير الخَلْق، إنك لا تستطيع أن تغير خُلُقه حتى تغير خَلْقه،

ومنها ما في المعجم الكبير للطبراني من حديث عبد الله ابن ربيعة قال كنا عند ابن مسعود فذكر القوم<صفحة 303> رجلا فذكروا من خُلـُـقِهِ، فقال ابن مسعود أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تعيدوه، قالوا لا، قال فيده، قالوا لا، قال فرجله، قالوا لا، قال فإنكم لا تستطيعون أن تغيروا خَلـْقه حتى تغيروا خُلـُقـَه،

ومنها ما في أُنْسِ العاقل لأبي النرسي عن يونس بن أبي إسحاق السبيعي أنه قال له ابنه أبو إسحاق إن بلغك أن رجلا مات فصدِّقْ، وإن بلغك أن فقيرا أفاد مالا فصدق، وإن بلغك أن أحمق أفاد عقلا فلا تصدق،

ومنها ما في الأفراد للدارقطني عن أبي هريرة رفعه‏:‏ إن الله عز وجل مَنَّ على قوم فألهمهم فأدخلهم في رحمته، وابتلى قوما وذكر كلمة فلم يستطيعوا أن يرحلوا عما ابتلاهم فعذبهم، وذلك عدله فيهم،

ومنها حديث ابن مسعود فرغ من أربع‏:‏ من الخَلْقِ والخُلُق كما سيأتي في جَفَ القلم، وحديث إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وما أحسن قول بعضهم‏:‏

ومَن تحلَّى بغير طبع * يُرَدُ قسرا إلى الطبيعة

كخاضب الشيب في ثلاث * تهتك أستاره الطليعة

800 - إن كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب‏.‏

رواه ابن أبي الدنيا في الصمت عن الأوزاعي، قال قاله سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام، وسئل ابن المبارك عن قول لقمان لابنه إن كان الكلام من فضة فإن الصمت من ذهب، فقال ابن المبارك لو كان الكلام بطاعة الله من فضة فإن الصمت عن معصية الله من ذهب، وذكر ابن المبارك أبياتا آخرها‏:‏

إن كان من فضة كلامُكِ يا نفـــــــــــــــــــــــسي فإن السكوت من ذهب

وفي كلام ابن المبارك إشارة إلى تأويله، وأوله بعضهم بأنه محمول على ما ليس فيه فائدة شرعية، وإلا فقد يكون النطق واجبا، وقد يكون مندوبا‏.‏

801 - إني لأجد نَفَسَ الرحمن من قِبَلِ اليَمَن‏.‏

قال العراقي لم أجد له أصلا‏.‏ <صفحة 304>

802 - إن من أقل ما أوتيتم اليقينَ وعزيمةَ الصبر، ومَن أُعْطِىَ حظه منهما لم يبال ما فاته من قيام الليل وصيام النهار‏.‏

ذكره في الإحياء، قال العراقي لم أقف له على أصل، وروى ابن عبد البر من حديث معاذ‏:‏ ما أنزل الله شيئا أقل من اليقين‏.‏

803 - اُنظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تَزْدَرُوا نعمةَ الله عليكم‏.‏

رواه مسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة‏.‏

804 - انهشوا اللحم، فهو أهنأ وأمرأ وأبرأ‏.‏

رواه أحمد في مسنده والترمذي والطبراني عن صفوان بن أمية مرفوعا، ولفظ أحمد من طريق سفيان بن عيينة عن عبد الكريم ‏"‏فإنه أهنأ وأمرأ‏"‏، أو ‏"‏أشبع وأمرأ‏"‏، قال سفيان الشك مني أو منه انتهى،

وذكره في المسند بسند آخر عن صفوان المذكور قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا آخذ اللحم عن العظم بيدي، فقال يا صفوان، قلت لبيك قال قرب اللحم من فيك، فإنه أهنأ وأمرأ‏.‏

805 - أنينُ المذنبين أحبُّ من زَجَل المسبحين‏.‏

فلينظر‏.‏

 حرف الهمزة مع الهاء

806 - أهل الجنة جُرْدٌ مُرْدٌ كُحْلٌ، لا يفنىِ شبابُهم ولا تَبْلى ثيابُهم‏.‏

الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه‏.‏ <صفحة 305>

807 - أهل الشام سَوْطُ الله تعالى في الأرض، ينتقم بهم ممن يشاء من عباده، وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم، وأن يموتوا إلا هما وغما وغيظا وحزنا‏.‏

رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والطبراني والضياء عن خزيمة بن فاتك‏.‏

808 - أهل الشِبَعِ في الدنيا هم أهل الجوع في غداً الآخرة‏.‏

رواه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏

809 - اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ‏.‏

رواه الشيخان عن جابر، وفي ذلك يقول حسان‏:‏

وما اهتز عرش الله من أجل هالك * سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو

810 - أهله في محله‏.‏

كلام يجرى على ألسنة العامة، وليس بحديث‏.‏

811 - أهل القرآن أهل الله وخاصتُه‏.‏

رواه ابن ماجه وأحمد عن أنس وتقدم في‏:‏ إن لله أهلِين‏.‏

812 - أهل القرى من أهل البلاء‏.‏

قال النجم هو دائر على الألسنة بهذا اللفظ،

وفي معناه ما عند البخاري في الأدب المفرد والبيهقي عن ثوبان لا تسكنوا الكفور، فإن ساكن الكفور كساكن القبور، وفي أربعينيات ابن كمال باشا أهل الكفور أهل القبور، وفى لفظ هم أهل القبور، قاله في أهل القرى يشير بذلك إلى جهل أهل القرى غالبا<صفحة 306>

813 - أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة‏.‏

رواه الطبراني عن سلمان، وأبو نعيم عن أبي هريرة‏.‏

814 - أََهِن مَن أهانك‏.‏

رواه الديلمي عن الحسين بن علي، وزاد ولو كان حرا قرشيا‏.‏

815 - أهل اليمن ارق أفئدة وألين قلوبا - الحديث

رواه أحمد والطبراني عن عقبة بن عامر رضي الله عنه‏.‏

حرف الهمزة مع الواو

816 - أولادنا أكبادنا‏.‏

قال ابن كمال باشا في أربعينه قاله عليه الصلاة والسلام حين أخذ الحسن والحسين، وأيده محمد بن الحسن الشيباني بدخول أولاد البنات في الأمان إذا قالوا أمنونا على أولادنا، قال ذكره شمس الأئمة السرخسي في شرح السير الكبير‏.‏

817 - أول أشراطِ الساعة نار تَحْشُر الناسَ من المشرق إلى المغرب‏.‏

رواه الشيخان عن أنس رضي الله عنه‏.‏

818 - أول تُحَفْةِ المؤمن إذا مات أن يغفر الله عز وجل لكل مَن تَبِعَ جَنازتَه‏.‏

رواه الديلمي عن أبي هريرة، وفي سنده عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية<صفحة 307> رُمِيَ بالكذب، بحيث يحكم الحاكم عليه بالوضع لأجله،

وللبزار والديلمي عن ابن عباس مرفوعا أول ما يجازى به العبد بعد موته أن يُغفر لجميع من تبع جنازته، وله طرق كلها ضعيفة، لكنها مشعرة بأن له أصلا‏.‏

819 - أوتيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصارا‏.‏

رواه العسكري عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا،

ورواه النسائي عن ابن عباس بلفظ أعطيت، وله شواهد في الصحيح‏.‏

820 - أوحى الله تعالى إلى داود أن قل للظلمة لا يذكروني، فإني أذكر من يذكرني، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم‏.‏

رواه ابن عساكر عن ابن عباس‏.‏

821 - أوحى الله إلى إبراهيم الخليل أن يا خليلي حَسِّن خُلُقَكَ - الحديث

رواه الديلمي عن أبي هريرة‏.‏

822 - أول كرامة المؤمن أن يغفر لمن شهد جنازته - وفى رواية لِمُشَيِّعِيهِ

قال في المقاصد‏:‏ رواه الحاكم في بعض تصانيفه، ورواه الدارقطني في الأفراد من حديث عبد الرحمن بن قيس عن أبي هريرة بلفظ كرامة المؤمن ‏(‏سقط من الأصل لفظ ‏(‏المؤمن‏)‏‏)‏ أن يغفر لمشيعيه<. صفحة 308>

823 - أول ما خلق الله العقل، فقال له أقبل فأقبل، ثم قال وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أشرف منك، فبك آخذ، وبك أعطي، وبك أثيب، وبك أعاقب‏.‏

قال الصغاني موضوع باتفاق، وتقدم بأبسط في ‏"‏إن الله لما خلق العقل‏"‏‏.‏

824 - أول ما خلق الله القلم‏.‏

رواه أحمد والترمذي وصححه عن عبادة بن الصامت مرفوعا بزيادة فقال له أكتب، قال رب وما أكتب‏؟‏ قال أكتب مقادير كل شيء،

قال ابن حجر في الفتاوى الحديثية قد ورد أي هذا الحديث بل صح من طرق، وفي رواية إن الله خلق العرش فاستوى عليه، ثم خلق القلم فأمره أن يجري بإذنه، فقال يا رب بم أجري‏؟‏ قال بما أنا خالق وكائن في خلقي من قطر أو نبات أو نفس أو أثر أو رزق أو أجل، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، ورجاله ثقات إلا الضحاك بن مزاحم فوثقه ابن حبان وقال لم يسمع من ابن عباس، وضعفه جماعة، وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا عليه‏:‏ إن أول شيء خلقه الله القلم، فأمره أن يكتب كل شيء ورجاله ثقات،

وفي رواية لابن عساكر مرفوعة إن أول شيء خلقه الله القلم، ثم خلق النون، وهي الدواة، ثم قال له اكتب ما يكون أو ما هو كائن - الحديث،

وروى ابن جرير أنه صلى الله عليه وسلم قال ‏{‏ن ‏(‏في الأصل ‏(‏نون‏)‏ مكان ‏(‏ن‏)‏‏)‏ والقلم وما يسطرون‏}‏ قال لوح من نور، وقلم من نور، يجري بما هو كائن إلى يوم القيامة انتهى،

وفى النجم روى الحكيم الترمذي عن أبي هريرة أن أول شيء خلق الله القلم، ثم خلق النون وهي الدواة، ثم قال له أكتب، قال وما أكتب، قال أكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة وذلك قوله تعالى ‏{‏ن والقلم وما يسطرون‏}‏ ثم ختم على فم القلم فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة، ثم خلق الله العقل، فقال وعزتي وجلالي لأكْمِلَنَّكَ فيمَن أحببتُ، ولأنْقُصَنَّكَ<صفحة 309> فيمن أبغضت، وقال اللقاني ‏(‏في الأصل ‏(‏اللاقاني‏)‏‏)‏ في شرح جوهرته‏:‏ القلم جسم نوراني خلقه الله، وأمره بِكَتْبِ ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، وتمسك عن الجزم بتعيين حقيقته، وفي بعض الآثار أول شيء خلقه الله القلم، وأمره أن يكتب كل شيء، وفي بعضها إن الله خلق اليراع، وهو القصب ثم خلق منه القلم، وفي رواية أول شيء كتبه القلم أنا التواب أتوب على من تاب انتهى‏.‏

825 - أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يَرُدهم إلى آبائهم يوم القيامة‏.‏

رواه الحاكم وقال على شرط الشيخين، والديلمي عن أبي هريرة مرفوعا وصححه ابن حبان، ورواه ابن مهدي وأبو نعيم عن الثوري موقوفا،

وقال الدارقطني إنه أشبه، وأصله عند البخاري عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه جبريل وميكائيل أتياه، فانطلقا به، وذكر حديثا طويلا، وفيه وأما الشيخ الذي في أصل الشجرة فذاك إبراهيم، وأما الصبيان الذين رأيت فأولاد الناس،

وفي رواية فكل مولود مات على الفطرة وُكِلَ به إبراهيم عليه الصلاة والسلام يربيهم إلى يوم القيامة، قال في المقاصد وقد بسطته في ارتياح الأكباد انتهى،

وتقدم بأبسط في حديث أطفال المؤمنين في جبل في الجنة - الحديث‏.‏

826 - أول ما يُحاسَبُ به العبد الصلاة، وأول ما يُقْضَى بين الناس في الدماء‏.‏

رواه النسائي عن ابن مسعود، وشطره الأخير عند الشيخين وأحمد وابن ماجه بزيادة يوم القيامة،

ورواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم عن تميم الداري بلفظ أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن كان قد أتمها<صفحة 310> كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمها قال الله تعالى لملائكته انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع‏؟‏ فيكملون به فريضته، ثم الزكاة كذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك،

ورواه الطبراني بسند جيد عن عبد بن قُرْطٍ بلفظ أول ما يحاسب به العبد الصلاة‏:‏ ينظر الله في صلاته، فإن صلحت صلح سائر عمله

، وإن فسدت فسدت سائر عمله، وله أيضا عن أنس بلفظ أول ما يحاسب به العبد ينظر في صلاته فإن صلحت فقد أفلح، وإن فسدت خاب وخسر‏.‏

827 - أول ما خلق اللهُ نورُ نبِيكِ يا جابر - الحديث

رواه عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله بلفظ قال قلت‏:‏ يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء‏.‏ قال‏:‏ يا جابر، إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقُدرة حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جِنِّيٌ ولا إنسي، فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء‏:‏ فخلق من الجزء الأول القلم، ومن الثاني اللوح، ومن الثالث العرش، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول حَمَلَة العرش، ومن الثاني الكرسي، ومن الثالث باقي الملائكة، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء‏:‏ فخلق من الأول السماوات، ومن الثاني الأرضين، ومن الثالث الجنة والنار، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء، فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين، ومن الثاني نور قلوبهم وهى المعرفة بالله، ومن الثالث نور إنسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله‏.‏ الحديث‏.‏ كذا في المواهب‏.‏

وقال فيها أيضا‏:‏ واختُلِف هل القلم أول المخلوقات بعد النور المحمدي أم لا‏؟‏ فقال الحافظ أبو يعلى الهمداني‏:‏ الأصح أن العرش قبل القلم، لِما ثبت في الصحيح عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء، فهذا صريح في أن التقدير وقع بعد خلق العرش، والتقدير وقع عند أول خلق القلم، فحديث<صفحة 311> عبادة بن الصامت مرفوعا ‏"‏أول ما خلق الله القلم، فقال له أكتب، فقال رب وما أكتب‏؟‏ قال أكتب مقادير كل شيء‏"‏ رواه أحمد والترمذي وصححه‏.‏

وروى أحمد والترمذي وصححه أيضا من حديث أبي رزين العقيلي مرفوعا‏:‏ إن الماء خلق قبل العرش‏.‏

وروى السدي بأسانيد متعددة إن الله لم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء، فيجمع بينه وبين ما قبله بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا النور النبوي المحمدي والماء والعرش انتهى‏.‏

وقيل الأولية في كل شيء بالإضافة إلى جنسه، أي أول ما خلق الله من الأنوار نوري وكذا باقيها، وفي أحكام ابن القطان فيما ذكره ابن مرزوق عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كنت نورا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام‏.‏ انتهى ما في المواهب،

تنبيه‏:‏ قال الشبراملسي ليس المراد بقوله من نوره ظاهره من أن الله تعالى له نور قائم بذاته لاستحالته ‏(‏‏[‏في الأصل ‏"‏لاستحاله‏"‏ وهو خطأ مطبعي واضح‏.‏ دار الحديث‏]‏‏)‏ عليه تعالى‏.‏ لأن النور لا يقوم إلا بالأجسام، بل المراد خلق من نور مخلوق له قبل نور محمد، وأضافه إليه تعالى لكونه تولى خلقه، ثم قال ويحتمل أن الإضافة بيانية، أي خلق نور نبيه من نور هو ذاته تعالى لكن لا بمعنى أنها مادة خلق نور نبيه منها، بل بمعنى أنه تعالى تعلقت إرادته بإيجاد نور بلا توسط شيء في وجوده، قال وهذا أولى الأجوبة نظير ما ذكره البيضاوي في قوله تعالى ‏{‏ثم سواه ونفخ فيه من روحه‏}‏ حيث قال أضافه إلى نفسه تشريفا وإشعارا بأنه خلقٌ عجيب وأن له مناسبة إلى حضرة الربوبية انتهى ملخصا‏.‏

828 - أول من جزع من الشيب إبراهيم حين رآه في عارضه، فقال يا رب ما هذه المشوهة التي شوهت بخليلك‏؟‏ فأوحى الله إليه هذا سربال الوقار ونور الإسلام، وعزتي وجلالي ما ألبسته أحدا من خلقي يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي إلا استحييت منه يوم القيامة أن<صفحة 321> أنصب له ميزانا وأنشر له ديوانا وأعذبه بالنار، فقال يا رب زدني وقارا‏.‏ فأصبح رأسه مثل الثغامة ‏(‏هو نبت أبيض الزهر والثمر، يُشَبّهُ به الشيب، النهاية‏.‏‏)‏ البيضاء‏.‏

قال ابن حجر المكي نقلا عن السيوطي كذب موضوع‏.‏

829 - أول ما يُوضَعُ في الميزان الخُلُق الحسن‏.‏

رواه الطبراني وأبو الشيخ عن أم الدرداء، فتحسين الخلق مطلوب، وقد روى الديلمي عن أبي هريرة أوحى الله إلى إبراهيم الخليل أن يا خليلي حسن خلقك‏.‏

830 - أول من أضاف الضيف إبراهيم عليه الصلاة والسلام‏.‏

رواه مالك عن سعيد بن المسيب مرسلا، والديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه‏.‏

831 - أول من اختتن إبراهيم عليه الصلاة والسلام‏.‏

رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه‏.‏

832 - أول من اختضب بالحناء والكَتَم ‏(‏هو نبت يخلط مع الوسمة ويصبغ به الشعر أسود‏.‏ النهاية‏.‏‏)‏ إبراهيم عليه الصلاة والسلام وأول من اختضب بالسواد فرعون‏.‏

رواه الديلمي عن أنس‏.‏

833 - أول من صنعت له النورة ‏(‏أي لطخ من خلوق أو طيب له لون‏.‏ النهاية‏.‏‏)‏ والحمام سليمان‏.‏

رواه الطبراني عن أبي موسى‏.‏ <صفحة 313>

834 - أول من خط بالقلم إدريس - الحديث

رواه أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه في حديث طويل‏.‏

835 - أول من قص شاربه إبراهيم عليه الصلاة والسلام‏.‏

رواه الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏

836 - أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة‏.‏

رواه الترمذي وابن حبان عن ابن مسعود رفعه، وقال الترمذي حسن غريب، وفي سنده موسى بن يعقوب الزمعي قال فيه النسائي ليس بالقوي، لكن وثقه ابن معين، وحسبك به، ووثقه أبو داود وابن حبان وابن عدي وجماعة،

ورواه البخاري في تاريخه الكبير وذكر ابن الزمعي رواه عن ابن كيسان عن عقبة بن عبد الله عن ابن مسعود، قال في المقاصد وفيه منقبة لأهل الحديث، فإنهم أكثر الناس صلاة عليه كما بينته في القول البديع‏.‏

837 - أوْلِمْ ولو بشاة‏.‏

رواه البخاري عن أنس قال قدم عبد الرحمن بن عوف، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بين الربيع الأنصاري، وعند الأنصاري امرأتان، فعرض عليه أن يناصفَه أهلَه ومالَه، فقال بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق‏.‏ فأتى السوق فربح فيها شيئا من أقِطِ وسمن، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام وعليه وَضَرٍ ‏(‏1‏)‏ من صفرة، فقال مَهْيَم يا عبد الرحمن‏؟‏ قال تزوجت أنصارية، فقال‏:‏ فما سُقْت لها‏؟‏ قال وزن نواة من ذهب، قال أولِم، ولو بشاة، وفي رواية عند البخاري‏:‏ بارك الله لك، أولم ولو بشاة، وعلقه من حديث عبد الرحمن بن عوف‏.‏ <صفحة 314>